اضغط على لايك لتكتشف كل أسرار الربح من الانترنت

الــكــنــز الــمــنــســي

Libellés :
الــكــنــز الــمــنــســي


الأم هي الكائن الذي تغنى بحبه الكبير والصغير، والذكر والأنثى ، والبَـرُّ والفاجر، والصالح والطالح ، والمؤمن والكافر ، والعربي والعجمي ، والبليغ والعَـيِي ، كتبت فيها الأشعار، وحكيت فيها الأخبار، وألفت فيها القراطيس ، وألقيت فيها الأناشيد ، ويكفي نزول القرآن فيها ، ومدح النبي الأمين لها، فهي المخلوق الذي لا حدود لحبه وعشقه والتعلق به ، حملتك في بطنها وما ذاقت بحملك ذرعا ، ثم سقتك من حليبها فتكوَّن لحمك وعظمك ، وحملتك على ظهرها وما اشتكت لثـقـل جثتك ، بكت لبكائك ، وفرحت لفرحك ، وغضبت لغضبك ، وفزعت لفزعك ، وصبرت على أذاك وصياحك وتدمرك ، فقط لأنها أمك ، أزالت اللقمة من فمها ووضعتها في فيك ، فشبعت لشبعك ، لم تعب خلقتك يوما ، فأنت في عينيها أجمل الناس ، إذا عانقتها ارتشفت من عطرها ، وشممت عرقا كالمسك أو كروائح العنبر . ما أسهل نزول دمعها ، وما أسرعها لقبول العذر ، وما أحنها ، وما أرقها ، وما أحلاها ، وما أجملها ، وما أتقاها ، وما أنقاها ، وما أعظمها ، وما أحلمها ، وما أشجى نبرة صوتها ، وما أحن لمستها ، وما أروع ضحكتها ....
 نعم , إنها الأم الحنون والصدر الرؤوم ، التي كلما أردتُ الكتابة عنها إلا وجدتني عاجزا ، تختلط عليَّ المشاعر وتزدحم الأحاسيس ، وتنفلت مني العبرة دونما استئذان ، ولا سابق إعلان ، كيف لا وصورتها لا تفارقني أينما يَمَّمْتُ وجهي ، على الورقة البيضاء تبتسم لي ، وعلى الجدار تضحك لي ، وإذا أغمضت عيني تهمس لي ...
استسمحك أيها القارئ الكريم ، أريد أن أقول لأمي كلاما ما استطعت قوله في وجهها ، وهذه فرصة سانحة وجب عليَّ استثمارها ، خاصة وهي مريضة ـ شافاها الله وعافاها ـ فاسمح لي .
 أمي يا أمي .. يا ذات الوجه المنير ، يا صاحبة القلب الكبير ، يا محبة الصلاح والخير ، يا صاحبة الفطرة النقية ، يا سيدة النساء في زمن الرذيلة ، من يدانيك اليوم في بنات آدم ؟ أنت الأحلى والأغلى والأعلى ، يا أمي إن البلاغة العربية تعلن اليوم عجزها ، وتعلن البراءة من كلاماتها ، فهي اليوم تحتار، ولا تستطيع أن تختار كلمات أجعلها طوقا في عنقك ، أنسج منها فستانا تختالين به ، فائقة كل الأتراب من بنات جيلك ، أمي الحبيبة ، هل أقول أنك : الرائعة أو المبهرة أو العجيبة ، هل يَفِي بالمطلوب ؟ أم أقول أنك : العظيمة أو الكريمة ؟ أنا أستحي من قول هذه العبارات ، فلا تبلغ الحد الأدنى في وصفك ...
أمي ، لطالما تمنيتُ أن نموت معا ، حتى لا يَحزن أحدنا على الآخر ، وندفن في قبر واحد ، حتى لا تحس أمي بالوحدة ، ونبعث معا ونمشي في أرض المحشر ، وأنا أصرخ في الناس : إنها أمي ... إنها أمي ، وندخل الجنة معا ، لن أنس يوم قلتُ لك إني مسافر ، فقلتِ لي : وهل سيطاوعك قلبك بفراق أمك ، فكأنك شرخت قلبي فنزف دما ، أمي سامحي ولدك الصغير ، ما تعمد يوما أن يزعجك أو يحرجك ، ولا تعمد يوما أن يغضبك أو يفزعك ، سامحيني فأنت طوق نجاتي ومنى حياتي ، أنت الضوء الساطع ، والشعاع اللامع .....              

  أبو الوليد
بتاريخ : 20 أبريل 2012

1 commentaires:

محمد أحمد الدوسري a dit…

الى من لن استطيع ان اكتب لها اكثر من عدد قطرات مياة
بحار الارض جميعا،الى الحنونه دائما،
الى شمسي وقمري، الى اغلى كواكب الدنيا،
الى منارة الحب في كل ايام السنة ،
الى بهجة الفصول الاربعة
الى نوارة الدنيا بكل متاهاتها الممقتة
اليك ايتها الحبيبة دائما وابدا
اليك والدتي الغالية ..
يا بوصلة التيهان في عوالم الغربة
الوالدة الغالية :
نبقى طول العمر نحمل اسمائنا لكنك
المعنى السامي لهذا الاسم والمثل الاعلى
الذي يغلف كل خطواتنا
لك مني كل الحب
الى تلك الملاك الطاهر
التي عرفت جيداً كيف تزرع المحبة والحب
في قلوبنا وتنشئ جيلاً وسط امواج متلاطمه وظلام دامس ،
وسط الم وامل
وجعلت من هذا الجيل من يسير
بثقة نحوالحياة المشرعة الابواب
وما زالت بدعواتها الراعي بعد توفيق الله تعالى

Commentaires

رسالة أحدث رسالة أقدم
اضغط على لايك لتكتشف كل أسرار الربح من الانترنت
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 

المواضيع الجديدة

أرشيف المدونة

تقسيمات

احصائيات


عدد الزوار

حمل تول بار المدونة

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

الأكتر مشاهدة