حداء غريب
بوح أقلام وأصوات ألآم
آهٍ عــلى غــربــــة كـــلها كـــــدر |
صــبــــــرا فـــؤادي إنه الـــقـــدر |
آهٍ على غــــربة الـــدين تـقـتـلـنـي |
تـُـدْمِي كـيـَـــانا هَـــدَّهُ الضــــــرر |
يـا عـــيــــن كـُــفـِّي مَــــدامِعَــــكِ |
ما ردَّ الـبكـــاءُ الـقـــــدح ينكــسـر |
احلـمي بــيــــوم فــجــــره عــيـــد |
يَعــــز الديـن كما عَـزَّه عــمــــــر |
احلمي ببـيــــوت اللــه عـامـــــرة |
والعــلم فيها كالغـــيـــث ينهـمــــر |
حلــقـات عـــلــم ما لهــا عـــــــدد |
وطـــلاب علم هنـاك قد حضــروا |
سيـــأتي نـصر اللـــه يا قـــلبـــــي |
فســــنة اللـــــه لابُــدَّ تنتــــصــــر |
هذا حداء الغريب يقطع الفيافي والقفار ، يُسَرِّي عمَّن استطال فراق الديار ، يُذكِي صَبَابَةَ الوَجْدِ ويعاكس التيار ، ثم يَلوحُ له قرب لقاء الأحبة ، فَيَجـِدُّ في السَّير والأعناق مَشْرَئِبَّة ، فلا يبالي بما خَلـَّفَ من مَغَبَّة ، وحالي لا يُبَاينُ حال الأغـراب المساكين ، ولا يَبْعُـدُ مَرْمَى بصري عن بُغـْيَةِ السالكين ، فإني أعاني ويسمع النائي مني الأنين ، فسلوى خاطري ومهوى جناني ، وما ينسيني الهمَّ والهمُّ ليس ينساني ، أن أرى إخواني وخلاني وجيراني ، قد عادوا مرة أخرى إلى المورد الصافي ، ليستلِذوا الشرب من المنبع الشافي ، ويأخذوا البُلـْغَة والزاد المُنْجيَ الكافي ....
قلت لنفسي أُونِسُها وأنـْسِيها المحنة ، تخيلي المدينة بعد ثلاثين سنة ، كيف ستكون حالها أسيئة أم حسنة ؟ فخرجتُ للتجوال في شوارع خيالي والأزقة ، أتـَفـَرَّس في معالمها بدقة ، غير آبـِهٍ لا للعياء ولا للمشقة ، فسَرَّني جدا ما كنت أراه ، فما كـَلَّ لساني عن قول : ربَّاه !! خيال نعم ... لكن لست أنساه ، أما الرجال فقد زيَّنَتهم اللحى ، والرجل الحَليقُ قد استحى ، فما له وجود وكأنه انمَحى ، وأما النساء فبحجابهن مُتلفِّعات ، على حافة الطريق يمشين وكذا البنات ، وإذا تحدثن تهامسن بالكلمات ، ثم مررتُ على الجامع الكبير ، تنبعث منه أصوات وتكبير، فـَيَمَّمْتـُهُ من غير تردد ولا تفكير، دخلت ... فوجدت فيه حلقا شتى ، خمسٌ هنا وهذه ستة ، فطفقت أسترق السمع أدْرَأ الفـَوْتَ ، فإذا بالحلقة الأولى يُشرح فيها البخاري ، وفي الأخرى نِلتُ أوْطاري ، وفي الثالثة عُمْدَةُ القاري ، وفي الرابعة العقيدة الواسِطيَّة ، وفي الخامسة شرح الشاطبية ، وفي السادسة شرح الأجرومية ، فخرجت منشرح الصدر مرتاح البال ، يتمايل رأسي طربا من شدة الدَّلال ، مُنتشيا مُستأنِسا والدمع قد سال .
وفي السوق المدينة شر البقاع ، لا ضجيج هنا ولا ما يقلق الأسماع ، أمنٌ سائدٌ وخير الله يملأ البقاع ، أين ذاك الصراخ وأين العويل ؟؟ أين السُرَّاقُ وقـُطَّاع السبيل ؟؟ وأين الغاشُّ والمُطفـِّفُ ذو الِوزر الثقيل ؟؟ تلاشى كل ذلك فلا تعجب ، إذا حضر الدين آنَ للشر أن يذهب ، فلا مسكينٌ يُنسى ولا أرملة ٌ تتعـب ...
ومما زادني سعادة وهناءَ ، وجعلت بقامتي أُطاول السماءَ ، ما خصت به المدارس الأبناءَ ، كثانوية الفاروق للبنين ، وللبنات ثانوية أم المؤمنين ، تعليم ناجح نراه الآن عين اليقين ، ثم وزد من الفرح باقة جديدة ، حافلات للنساء وهي فكرة سديدة ، فقد أفلحوا و جعلوا المرأة حقا سعيدة ...
وبعد تجوال طويل شاق ، رجعت للمكان الذي له أشتاق ، فنداء بيوت الله يملأ الآفاق ، و بعد صلاة الظهر واليوم الخميس ، اجتمع الشباب وأخرجوا الكراريس ، ينتظرون الشيخ ليبدأ التدريس ، فتقدم شاب من أواخر الصفوف ، أسود اللحية قصير الثوب رأسه مكشوف ، فاستفتح المجلس يعلمهم صلاة الخسوف ، فهمست في أذن جاري : هذا الشاب من يكون ؟ قال : هذا الوليد بن علي الذي يكشف المكنون ، فقيه و محدث يتقن كل الفنون ، فقلت في نفسي وقد ارتعش جسمي : إذا كنت أبا الوليد وعلي اسمي ... فلك الحمد يا رب أن جعلته قـَسْمِي ....
أبو الوليد
19 جمادى الثانية 1433
11 مــــــــــــــاي 2012
1 commentaires:
جامعة المدينة العالمية
http://www.mediu.edu.my/ar/
عمادة الدراسات العليا
http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=156
تعد عمادة الدراسات العليا بجامعة المدينة العالمية من الجهات الأكاديمية الرئيسة فيها والتي تشرف على الجهات الأكاديمية البحثية في الجامعة كلها:
- كلية العلوم الإسلامية. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=158
- كلية اللغات. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=160
- كلية التربية. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=166
- كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=162
- كلية العلوم المالية والإدارية. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=164
- كلية الهندسة. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=17402
- مركز اللغات. http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=168
الرؤية:
تهدف عمادة الدراسات العليا إلى تنظيم البحث الأكاديمي لجعل الجامعات التي نتعامل معها تكون بحثية من الطراز الأول على مستوى العالم، وذلك لانتهاجها سياسات تطويرية غير تقليدية.
الرسالة:
تهدف إلى التطوير السليم بدرجة من التخصص والاحترافية تؤدي بدورها إلى تطوير وتنمية المعرفة وإعداد الطلاب على الوجه الأكمل؛ ليكونوا باحثين في شتى مناحي المعرفة والمجالات الفكرية.
تقوم الدراسات العليا بوضع اللوائح المنظمة للعمل البحثي الأكاديمي في الجامعة بمستوى عالٍ من الجدية والعلمية كالتالي:
- اقتراح السياسة العامة للدراسات العليا أو تعديلها، وتنسيقها، وتنفيذها بعد إقرارها.
- اقتراح اللوائح الداخلية بالتنسيق مع الكليات فيما يتعلق بتنظيم الدراسات العليا.
- اقتراح أسس القبول للدراسات العليا وتنفيذها والإشراف عليها.
- التوصية بإجازة البرامج المستحدثة بعد دراستها والتنسيق بينها وبين البرامج القائمة.
- التوصية بالموافقة على المواد الدراسية للدراسات العليا وما يطرأ عليها أو على البرامج من تعديل أو تبديل.
- التوصية بمسميات الشهادات العليا، والرفع بها للمجلس الأكاديمي.
- التوصية بمنح الدرجات العلمية.
وتقدم عمادة الدراسات العليا:
خدمات جليلة للدارسين في كافة البرامج البحثية مراعاة لرغبات الدراسين والباحثين، كالتالي:
أولاً: نظام الدراسة بطريقة البحث هيكل ( أ ): حيث يقوم الطالب بإعداد الرسالة أو الأطروحة تحت إشراف أستاذ من الكادر الأكاديمي لإحراز متطلبات التخرج فضلًا عن المتطلبات الأخرى من الكلية المعنية.
ثانيًا: نظام الدراسة بطريقة المواد الدراسية والبحث ويرمز لها برمز (ب).
ثالثا: الدراسة بالمواد مع مشروع بحثي قصير ويعرف بهيكل (ج).
مستوى الخدمة التي تقدم للطالب ورضاؤه عنها:
تسعى العمادة في تقديم أساليب مبتكرة لبرامج الرسائل العلمية عن بعد تسهيلًا على الطلاب؛ بحيث يدرس الطالب ويكتب بحثه من منزله، ويشرف عليه الأستاذ الجامعي ويناقش كذلك عبر وسائل الاتصال الإلكترونية، إلى أن تصل له وثيقة التخرج بخدمة رفيعة المستوى.
تشرف عمادة الدراسات العليا على توفير خدمة رفيعة المستوى تكاد تنفرد بها جامعة المدينة العالمية، وهي بنك الموضوعات للرسائل العلمية؛ حيث يمتلك البنك أكثر من أربعة آلاف موضوع يصلح للبحث، ولم تدرس قبل ذلك؛ لتيسير السبيل أمام الطالب لإيجاد موضوع الدراسة الملائم لميوله العلمية دون عناء.
أهمية الأبحاث المطروحة:
تعد أبحاث جامعة المدينة من أرقى الأبحاث علمًا وأصالة وتجتهد العمادة في وضع السبل العلمية الدقيقة لضمان أصالة البحث العلمي وجودته.
- خارطة طريق العمل:
تأمل عمادة الدراسات العليا إلى آفاق أرحب وطموحات لاحدود لها في تقديم خدمة ممتازة لطلاب العلم الشرعي واللغوي والعلمي والبحثي بصفة عامة؛ لتجعل جميع الجامعات والمؤسسات العليمة التي نتعامل معها في مصاف جامعات العالم المتقدم، وقد خطونا خطوات واسعة، ويبقى الأمل ينير لنا طريق المستقبل، ونراه قريبًا بإذن الله.
وما زال العطاء مستمرًّا ...............