( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)
بسم الله الرحمان الرحيم
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الذي لا يستغني عنه مسلم ( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) : أصل المحبة المحمودة التي أمر تعالى بها وخلق خلقه لأجلها : هي محبته وحده لا شريك له ، المتضمنة لعبادته دون عبادة ما سواه ، فإن العبادة تتضمن غاية الحب مع غاية الذل ، ولا يصلح ذلك إلا لله عز وجل وحده ... ص 448
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الذي لا يستغني عنه مسلم ( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) : المحبة هي التي تحرك المحب في طلب محبوبه الذي يكمل بحصوله له ، فتحرك محب الرحمن ، ومحب القرآن ، وحب العلم والإيمان ، ومحب المتاع والأثمان ، ومحب الأوثان والصلبان ، ومحب النسوان والمردان ، ومحب الأوطان ، ومحب الإخوان ، فتثير من كل قلب حركة إلى محبوبه من هذه الأشياء . فيتحرك عند ذكر محبوبه منها دون غيره . ولهذا تجد محب النسوان والصبيان ، ومحب قرآن الشيطان بالأصوات و الألحان لا يتحرك عند سماع العلم وشواهد الإيمان ، ولا عند تلاوة القرآن ، حتى إذا ذكر له محبوبه اهتز وربا ، وتحرك باطنه وظاهره شوقا إليه ، وطربا لذكره ، فكل هذه المحاب باطلة سوى محبة الله وما والاها ، من محبة رسوله وكتابه ودينه وأوليائه ...ص 447
يقول ابن القيم في الفوائد ص : 128 رحمه الله :
1 ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله .
2 خلقت النار لإذابة القلوب القاسية .
3 أبعد القلوب من الله القلب القاسي .
4 إذا قسا القلب قحِطت العين .
5 قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة . كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب فكذلك القلب إذا مرض لم ينفع فيه المواعظ .
6 من أراد صفاء القلب فليؤثر الله على شهوته .
7 القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها .
8 القلوب آنية الله في أرضه ، فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها .
9 لا تدخل محبه الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة .
10 خراب القلب من الزمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر .
11 إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته ، واستخلصه لعبادته ، فشغل همه به ، ولسانه بذكره ،وجوارحه بخدمته .
12 الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا .
إذا زهدت القلوب في موائد الدنيا قعدت على موائد الآخرة بين أهل تلك الدعوة ، وإذا رضيت بموائد الدنيا فاتَـتْها تلك الموائد .
13 من وطَّن قلبه عند ربه ، سكن واستراح ، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق .
14 للعبد بين يدي الله موقفين : موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الأول هُـوِّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يُوَفـِّهِ حقه ، شُـدِّدَ عليه ذلك الموقف . ص 246
15 كم في تقدير الذنب من حكمة ، وكم فيه مع تحقيق التوبة للعبد من مصلحة ورحمة ، التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل ،ورب علة كانت سبب صحة . الفوائد ص 90
16 لا يكرم العبد نفسه بمثل إهانتها ،ولا يُؤَمِّنُها بمثل خوفها ، ولا يُؤنِسُها بمثل وحشتها من كل ما سوى بارئها وفاطرها ، ولا يحييها بمثل إماتتها. ص 91
17 لله ملك السماوات والأرض ، واستقرض منك حبة فبخلتَ بها ، وخلق سبعة أبحر وأحب منها دمعة فَقَحِطت عينك بها . ص91
18 سبحان الله ، تزينت الجنة للخُطاب فجَدُّوا في تحصيل المَهْر ، وتعرَّف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعَمِلوا على اللقاء وأنت مشتغل بالجيف !!! الفوائد ص 92
19 ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه ، وإنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا . ص 93
20 في النفس كبر إبليس ، وحسد قبيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان ، وهوى بلعام ، وحيل أصحاب السبت ، وتمر الوليد ، وجهل أبي جهل ، وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب ، وشره الكلب ، ورعونة الطاووس ، ودناءة الجعل ، وعقوق الضب ، وحقد الجمل ، ووثوب الفهد ، وصولة الأسد ، وفسق الفأرة ، وخبث الحية ، وعبث القرد ، وجمع النملة ، ومكر الثعلب ، وخفة الفراش ، ونوم الضبع ، غير أن رياضة النفس والمجاهدة تذهب ذلك .
21 سَلـِّم المبيع قبل أن يَتْلف في يدك فلا يقبله المشتري ، قد عَلمَ المشتري بعيب السلعة قبل أن يشتريها ، فسلمها ولك الأمان من الرد. قدر السلعة يُعرف بقدر مشتريها ، والثمن المبذول فيها ، والمنادي عليها ، فإن كان المشتري عظيما ، والثمن خطيرا ، والمنادي جليلا ، كانت السلعة نفيسة ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) ص 101
22 لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي ، و إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك ، وأنت في صلب أبيك ، فواعجبا كيف صالحْتَه ُوتركتنا !!! لو كان في قلبك محبة لبَانَ أثرها على جسدك . ص 103
0 commentaires: